كيف تستخدم الذكاء العاطفي للنجاح مهنياً وعملياً؟
بعض الأشخاص يتمتعون بذكاء عاطفي بطبعهم تلقائيا مقارنة بغيرهم، ومع ذلك بإمكاننا جميعا اكتساب هذه السمة الشخصية و تحسينها وتكويرها ايضا، كما أن الاهتمام بمشاعرنا وأفكارنا والحرص على الإصغاء للآخرين والبحث عن الأشياء التي نشعر بالامتنان لها في حياتنا يمكن أن يساعدنا في تطوير هذه السمة.
وتشير الدراسات إلى أن الذكاء العاطفي مهم للغاية و ان الاشخاص الذين يملكون الذكاء العاطفي وسمات شخصية محددة يتمتعون بحياة اجتماعية افضل و يعيشون بسعادة وايضا هذا ما يسهل عليهم النجاح في الحياة.
عندما يكون لديك مستوى عالٍ من الذكاء العاطفي فإنك بشكل مؤكد ستستفيد من ذلك، حتى إن بعض الناس تراه أكثر أهمية من إمتلاكهم مستوى عالٍ من الذكاء الذهني، و آخرين يركزون أكثر على التوازن بين الإثنين.
1.القدرة على فهم وتحديد العواطف:
الأشخاص الذين يملكون قدرا عاليا من الذكاء العاطفي يتمتعون بمميزات كثيرة اهمهم الادراك الذاتي، حيث يُعرفون بقدرتهم العالية على فهم مشاعرهم، مما يجعل من السهل عليهم التعامل مع عواطفهم بطريقة صحيحة،
فهؤلاء الاشخاص يستخدمون لغة عاطفية تجعلهم قادرين على تحديد عواطفهم.
القدرة على فهم مشاعر الآخرين:
الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي يستخدمون الإدراك الذاتي لتحديد مشاعر الآخرين، ادراك و فهم ما يشعر به الآخرون يسهل علينا مهمة تقديم المساعدة والدعم لهم، ويبادر هؤلاء بطرح أسئلة تتيح للآخرين الفرصة للتعبير عن مشاعرهم ورغباتهم بطلاقة.
ويساعدهم هذا الأسلوب فيما بعد على التوصل إلى الطريقة المناسبة لإدخال السعادة إلى قلب ذلك الشخص أو تهدأته وتقليل الطاقة السلبية ومشاعر الاكتئاب بداخله، ويمكن لهذه الفئة من الأشخاص إنشاء علاقات مفيدة وهادفة.
جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة والبهجة:
الاشخاص الذين لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين يتمتعون بكثير من المميزات التي تجعل هؤلاء الأشخاص قادرين على مراعاة مشاعر غيرهم، حيث يميلون إلى تذكر تفاصيل حياتهم، مثل عملهم واهتماماتهم، ولديهم القدرة علي جعل المحيطين بهم يشعرون بالسعادة من خلال الاهتمام بهذه التفاصيل، فعلى سبيل المثال تذكر اللون المفضل لدى شخص ما او الطعام المفضل او نوع الزهور المفضل وإحضاره لبعث البهجة في نفسه من علامات الذكاء العاطفي.
الذكاء العاطفي في العمل يعني فهم الشخص لمشاعره ومشاعر الاخرين ايضا، والاهم من ذلك القدرة على إدارة تلك المشاعر والانفعالات بطريقة صحيحة فعالة وايجابية، بناءًا على فهمه لذاته ولغيره.
أيضًا يتضمن استخدام هذا الفهم في اتخاذ القرارات، حل المشكلات، والتواصل مع الآخرين.
ولكن علينا أن ننتبه جيدا فهذا لا يعني إطلاقا الاعتماد الكلي على المشاعر وإلغاء إعمال العقل، لكن يجب استخدامهم معا بالتوازي.
وذلك وقت قيامنا باتخاذ قرارت تخص العمل وحل مشكلات والتواصل مع لاخرين.
فهذا يعتمد علي فهم مشاعرك وتوظيفها واستخدامها بشكل صحيح دائما، فبتحقيق التوازن بين العقل والقلب نصل الي القرارات الصحيحة وافضل الحلول لجميع المشكلات التي تواجهنا.
بعض الدراسات اثبتت أن الموظفين الذين يمتلكون نسبة اغلي من الذكاء العاطفي يميلون إلى الوصول لمكانة أعلى في:
• الأداء الشخصي.
• قدرات القيادة.
• التصرف وقت ضغوط العمل.
فبينما كان الذكاء العقلي مرتبط بالنجاح في الإدارة و التفكير في القرارت قبل اتخاذها ولكنه وحده لا يكفي.
فالأشخاص الناجحين في عملهم ليسوا فقط أذكياء، فهم أيضًا يمتلكون قدر كبير من الذكاء العاطفي.
حيث يعتقد باحثون أن الذكاء العاطفي يتحكم في طريقة تعامل الموظفين مع زملائهم في العمل.
وكذلك علاقاتهم بمدرائهم في مكان العمل؛ كما يؤثر ذكائهم العاطفي على إدارة الضغوط، والنزاعات، وكذلك الأداء الوظيفي بشكل عام.
يتعرض الذكاء العاطفي لأهم اختباراته ومدي ثباته داخل الحياة الزوجية، لأنها مبنية بقوة على العاطفة بين الزوجين.
والفرد المتمتع بالقدر العالي من الذكاء العاطفي، يكون أقدر على فهم مشاعره ومشاعر شريك حياته، واكثر براعة في التعامل مع المشاكل والانتقادات والهفوات الصادرة من الطرفين برزانة وهدوء، كما أنه سيكون أكثر عطاءاً من ناحية الحنان والرعاية والعطف والتفاهم في كل شئ.
واوضح كثير من المستشارين الاسريين أن اكثر من 50 في المئة من حالات الطلاق سببها غياب الذكاء العاطفي بين الزوجين، فهذا الأمر الذي يخلق نوعاً من الخلافات الأسرية التي غالباً ما تنتهي بالطلاق.
نجاح الحياة الزوجية يتوقف على الطرفين،فعند حدوث مشكلة هناك طريقتان للحل، الطريقة الخطأ، هي أن يلوم كل منا الآخر وينتظر التغير منه وفي هذه الحالة في اغلب الاحيان ستظل المشكلة قائمة.
أما الطريقة الصحيحة، فهي أن يعتبر كل شخص نفسه مسؤلا عن المشكلة بل و يبادر إلى حلها بتغيير سلوكه أو طريقة نظرته إلى الموضوع.
تؤكد كثير من الدراسات أن الرضاعة الحنونة التي يسودها ويتخللها حوار صامت بين الأم وصغيرها هي السبيل الأول لمنطقة أساسية في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة والقدرة على التعلم والادراك تسمى الحصين.
لا تظني أن الحنان لا يُعلّم وأنه طبيعة، بل هو سلوك وقدرة يمكن غرسها وتنميتها، لذلك فإن تنمية الذكاء العاطفي لدى طفلك هو السبيل لذلك.